دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز اليوم الخميس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تخفيف تصريحاته والقبول بعرض يقدم المعادن النادرة من أوكرانيا كتعويض عن الدعم العسكري الأمريكي المستمر منذ بداية الحرب. جاء ذلك في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودًا للتوصل إلى تسوية مع روسيا
وكان ترمب قد اقترح أن تطلب الولايات المتحدة 500 مليار دولار من المعادن النادرة مثل الليثيوم والتيتانيوم من أوكرانيا كتعويض عن الدعم العسكري الأمريكي منذ الغزو الروسي في فبراير 2022. وقال ترامب إن هذه الصفقة قد تكون أفضل ضمان أمني لأوكرانيا. لكن زيلينسكي رفض هذا العرض بشكل قاطع، معتبراً إياه “غير جاد” و”لا يقدم ضمانات أمنية حقيقية” لأوكرانيا.
يذكر أن زيلينسكي، الذي تلقى دعمًا كبيرًا من الولايات المتحدة طيلة فترة الحرب، بما في ذلك 67 مليار دولار من الأسلحة و31.5 مليار دولار من الدعم المباشر، أكد أن الحديث عن تعويضات من المعادن النادرة ليس سوى “مناقشة تفتقد للجدية”. ورد ترامب على زيلينسكي بشدة، متهماً إياه بالديكتاتورية وأنه يسعى فقط للحفاظ على تدفق المساعدات الأمريكية.
وفي تصريحاته الأخيرة، أضاف مستشار الأمن القومي مايك والتز أن بعض التصريحات الأوكرانية، بما في ذلك الإهانات الموجهة ضد ترامب، غير مقبولة. وهو ما يعكس حالة من التوتر بين الجانبين.
وفي نفس السياق، أعربت كندا عبر رئيس وزرائها جاستن ترودو معارصتها إهمال إشراك أوكرانيا في المفاوصات مع روسيا، مؤكدا أنه لا يمكن الوصول إلى أي اتفاق سلام مستدام دون أن يكون لأوكرانيا دور أساسي في المفاوضات. وفي هذا السياق، شدد ترودو على أهمية ضمان أمن أوكرانيا كشرط أساسي لتحقيق السلام في أوروبا.
من جهتها، أيدت روسيا تصريحات ترامب، معتبرة أن تصرفات زيلينسكي وتصريحاته ضد روسيا تعد “غير مقبولة”. وأشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى أن ترامب محق في العديد من مواقفه. في المقابل، شهد الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة انقسامًا حول مواقف ترامب تجاه أوكرانيا، حيث أبدى عدد من الأعضاء اعتراضهم على موقف الرئيس الأمريكي ضد زيلينسكي.
وبينما يستمر الجدل حول عرض ترامب لزيلينسكي، يظل مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا والتسوية المحتملة بين الأطراف المعنية أمرًا غير محسوم.
