أخبارأوروباالاقتصادالجزائرشريط الأخبارهيدلاين

الجزائر تعزز مكانتها كمركز طاقوي عالمي عبر مشاريع ضخمة لخطوط الغاز والهيدروجين

أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، أن بلاده تعمل بجدية على تعزيز مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي يهدف إلى ربط نيجيريا بساحل البحر الأبيض المتوسط عبر الجزائر والنيجر. وأوضح عرقاب أن هذا المشروع سيلعب دورًا كبيرًا في تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، مما يعزز أمن الطاقة في شمال البحر الأبيض المتوسط، كما سيدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول التي يمر عبرها.

وجاءت تصريحات عرقاب خلال كلمته في الدورة الثالثة للمنتدى الدولي “نحو الجنوب: الاستراتيجية الأوروبية من أجل حقبة جيوسياسية واقتصادية وسوسيو ثقافية جديدة في منطقة المتوسط” التي عقدت في مدينة سورينتو الإيطالية. وأشار الوزير إلى أن الجزائر ستقوم بربط خط الأنابيب بشبكتها الوطنية للغاز، وفقًا لبيان صادر عن الوزارة. يُعرف مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء أيضًا باسم NIGAL، ويهدف إلى إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى الجزائر، بتكلفة إجمالية تتراوح بين 10 و12 مليار دولار لخط الأنابيب، بالإضافة إلى ثلاثة مليارات لمراكز التجميع.

في ظل سعي الاتحاد الأوروبي للبحث عن موردين جدد للغاز ضمن استراتيجيته للتخلي عن الواردات الروسية بحلول عام 2027، يبرز هذا المشروع كخيار محتمل. تمتلك نيجيريا بعضًا من أكبر احتياطيات الغاز في العالم، إلا أنها تواجه تحديات في جذب الاستثمارات إلى هذا القطاع. وأوضح عرقاب أن الجزائر ستدخل في حوار استراتيجي مع الشركاء الأوروبيين لإنشاء الممر الجنوبي H2، الذي يهدف إلى نقل الهيدروجين المتجدد المنتج في الجزائر إلى ألمانيا عبر تونس وإيطاليا والنمسا. وشدد على أن تحقيق هذا المشروع يتطلب شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى أن التعاون سيتيح حشد الاستثمارات اللازمة لتطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله.

كما أكد الوزير عزم الجزائر على أن تصبح مزودًا رئيسيًا للهيدروجين بفضل القدرات والمزايا التي تتمتع بها، مؤكدًا أهمية النموذج الطاقوي الوطني الذي يجري إعداده. وأضاف أن الجزائر تسعى لبناء شراكة إقليمية قوية لتصبح مركزًا رئيسيًا للطاقة في المنطقة، ومركزًا للتبادل الطاقوي بفضل مشاريع الربط الكهربائي والممر الجنوبي للهيدروجين بين الجزائر وأوروبا، مما سيساهم في التحول الطاقوي والازدهار المشترك في منطقة البحر المتوسط وأوروبا.

كما أشار الوزير عرقاب إلى مشروع تطوير الربط البيني الوطني لشبكة الكهرباء الشمالية مع شبكة الجنوب، باستثمار يقارب ثلاثة مليارات دولار. وأوضح أن هذا المشروع سيعزز تكامل الطاقة المتجددة من خلال تحسين إمدادات الكهرباء المحلية بشكل كبير، ويفتح آفاقًا جديدة لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا. وأكد أن الجزائر مستعدة لتسهيل مرور الكهرباء من البلدان الواقعة على الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض المتوسط إلى الدول الأفريقية، مما سيمكنها من الحصول على كهرباء نظيفة وموثوقة، وبالتالي المساهمة في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار